مصطلح الإرهاب والاستخدام السياسي | | |
مصطلح الإرهاب والاستخدام السياسي
السبيل أونلاين - متابعة
"الإرهاب"، مُصْطَلَحٌ يكاد لا يتفق على تعريف دقيق وتوصيف واضح عليه
اثنان، خاصةً عند اختلاف المصالح والأهداف والرؤى.
مُصْطَلَحٌ فضفاض ليس له حدود، وليس له ضوابط، فما يراه البعض إرهابًا، قد
يعدّه البعض الآخر عملًا بطوليًا شريفًا، والعكس هو الصحيح. وهذا مشاهد في
واقعنا المعاش، فبعض الشعوب تناضل من أجل حريتها وسيادتها فوق أرضها، وتنظر
إلى عملها هذا على أنه واجب وطني، وضريبةٌ لا بدَّ من دفعها، في وقت تراه
القوى المستبدة بهذه الشعوب أنه عَمَلٌ مُدَانٌ، وإِرْهَابٌ يستهدف أَمْنَ
الناس واستقرارهم وسلامتهم، والنماذج على ذلك أَكْثَرُ من أن تعدّ أو أن
تحصى.
ففي فلسطين مثلًا، ولعله أكبر مثال صارخ في التاريخ الحديث، يرى
الفلسطينيون أنّ نضالهم وجهادهم لاستعادة أرضهم ومقدساتهم، والعودة إلى
مدنهم وقراهم، وإقامة دولتهم فوق ترابهم الوطني، عملٌ بطوليٌّ شريفٌ،
وجهادٌ لا يمكن التقصير فيه، أو الهروب من ضريبته، وهم مستعدون لذلك أتمّ
الاستعداد.
في حين تُصَوِّر حكومة الكيان الإسرائيلي هذا العمل في وسائل إعلامها، وفي
الوسائل الإعلامية العالمية التي تهيمن عليها، أن هذا العمل الفلسطيني
إرهابٌ يستحق العقاب والملاحقة، فيتحَوَّلُ الطفل الذي يحمل حجرًا بوجه
دبابة إلى إرهابي، في حين أنّ الجرافة التي تقوم بتدمير وهدم المنازل فوق
رءوس الآمنين، تقوم بعمل مشرروع، وتنفّذ قرارًا وحكمًا قضائيًّا، ولا علاقة
لهذا العمل بأي إرهاب! فكيف تكون النتائج؟!
وإذا أخذنا هذا المثال وانطلقنا إلى العراق نَجِدُ نفس النتيجة في ممارسة
الاحتلال لبلاد الرافدين، بل إن العدوان قد شُنَّ على العراق تحت عنوان
"مكافحة الإرهاب، ومقاتلة "الإرهابيين". وكذلك في أفغانستان أو أي بلد آخر،
يتم فيه تحويل وتحوير الحقائق، ليصبح الجاني بريئًا، والبريء متهمًا
وُمَدانًا، وصاحبُ القوة صاحبَ شرعية، فيما الأعزل والضعيف إرهابيًّا!
و لم يتم الوقوف عند هذه الحالة من تحوير الحقائق، أو بالأحرى إضاعتها، بل
تمَّ تجاوُزُ هذا المفهوم لاستخدام مصطلح الإرهاب في تحقيق المصالح
السياسية، والغايات والمطامع، فنحن نجد أن الحروب الدائرة في كثيرٍ من
البلدان، تدورُ تحت عنوان مكافحة ومحاربة الإرهاب، حتى إن الدول التي كانت
مُتَّهَمَةً برعاية "مجموعات إرهابية" باتت هي مَنْ يُسَوِّق إلى نفسها على
أنها مستعدةٌ للمشاركة في الحملةِ لمكافحة "الإرهابيين". وهنا بدأ
الاستخدام الفاضِحُ لهذا المصطلح من أجل تحقيق هذه المصالح والمكاسب
السياسية.
البعض يحاول من جهته رعايةَ بعض المجموعات وتنميتها، والسهر عليها؛ لتسديد
ضربات معينة لخصومه في ساحات أخرى، وبهدف إفشال مشاريع الغير، وذلك كما حصل
في الساحة العراقية مثلًا، عندما عملت بعض الدول على إفشال مشروع الاحتلال
الأمريكي من خلال رعاية وتسهيل عمل المجموعات التي عملت ضد الاحتلال، وهي
مجموعاتٌ كانت مُقَاوِمَةً وشريفةً، ولكنها سَرْعَان ما تحوّلت إلى
مُتَّهَمَةٍ بالإرهاب على خلفية الاستخدام السياسي، وذلك عندما باتتِ
المصلحة تَقْضِي ببيع جزء من هذا الملف لتحقيق مصالح أخرى، كالانفتاح، أو
الحوار، أو فتح ثغرات في جدران المفاوضات المعطلة.
وفي لبنان، يجري الآن الزج بهذا المصطلح من أجل الاستخدام السياسي المفضوح،
ولِنَفْسِ الغاية والهدف الذي استُخْدِم من أجله في ساحات أخرى، وهذا ما
حصل في الآونة الأخيرة من اتهامٍ لمناطِقَ ومُدُنٍ مُعَيَّنَةٍ بإيواء
مجموعات يُرَوَّج على أنها إرهابية، في حين تمَّ دَحْضُ هذا الاتهام من
خلال سياقات كثيرة أثبتتْ عَكْسَ الادعاء، أو من خلال توجيه الاتهام لبعض
الأشخاص على خَلْفِيَّة تشكيل شبكةٍ إِرْهَابِيَّةٍ لِضَرْبِ اليونيفل، في
حين أثبتت تقارير الأجهزة الأمنية الرسمية عَدَمَ صِدْقِيَّةِ الاتهام،
وتمّ إطلاق الموقوفين. كل ذلك يجري بهدف استخدام مصطلح الإرهاب لتحقيق
غايات وأهداف سياسية، بعد أن تمَّ إلصاق هذه التهمة بظهر شريحة معينة، أو
فئة بعينها فقط.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: إلى أي حد يُمْكِنُ لاستخدام هذا المصطلح
لتحقيق الغايات السياسية، -دوليًّا أو محليًّا- أنْ يحقق الأمن والاستقرار
الدولي أو المحلي؟ وهل أنّ ذلك يزيد من الشرائح التي تلجأُ إلى استخدام
العنف للتعبير عن مطالبها، أم أنه يجعلها متناقصة؟
الاستخدام والتوظيف المفضوح لهذا المصطلح في تحقيق
الغايات السياسية لا يُمْكِنُ أن يُؤَمِّن نوعًا من الاستقرار للمجتمعات،
بل على العكس فهو يزيدها تشددًا، ويدفعها نحو مزيدٍ من اللجوء إلى استخدام
أعمال عنفية قد يكون فيها إرهاب لشرائح مجتمعية.
فالدول عندما تروّج لهذا المصطلح وتستعمله ذريعة لِشَنِّ
عُدْوَانِها على شعوب أخرى، لن تجد الا مقاومة عنيفة ضدها، وهذا ما بدا
وظَهَر في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها، والدول عندما تروّج لهذا
المصطلح وتستعمله لتحقيق غايات سياسية في فتح حوارات، أو إحداث ثغرات في
جدران العزلة، أو ما شابه ذلك، فإنها ستجد مزيدًا من الذين يلجأون إلى
استخدام الوسائل العنيفة ضدها. وهذا ما يشهد عليه التاريخ في كثير من
المحطات البارزة.
إن الاستخدام السياسي لمصطلح الإرهاب قد يكون شكلًا
من أشكال الإرهاب ذاته ، طالما أنه لا تعريف ولا توصيف متفق عليه
لهذا المصطلح، وبالتالي فقد يكون عملًا مُدَانًا، وقد يأتي مَنْ يُحَاسِبُ
ويعاقب عليه. إن المنظمة الدولية مَعْنِيَّةٌ وبشكل أساسي وسريع في تقديم
تفسير واضح ودقيق لهذا المصطلح، وبما يَضْمَنُ حرية الشعوب في تقرير
مصيرها، حتى لا يَبْقَى عُرْضَةً للتأويلات المتعددة، التي تُتِيح لكل فئة
تملك نوعًا من أنواع القوة في استخدامها بالشكل الذي يجعلها تتجاوز كل
الأعراف؛ لأنه عندها سيسود منطق شريعة الغاب، وهذا ما يعاني منه العالم
اليوم، فإلى متى يبقى هذا العالم حائرًا ؟!
الأربعاء يوليو 23, 2014 9:03 am من طرف hack_algerie
» تأسيس مجموعة تعليم الهكر و القرصنة سارعو بالانضمام
الأربعاء مارس 26, 2014 8:29 am من طرف نصرالدين
» برنامج فتح المواقع المحجوبة -ساخن-
الثلاثاء ديسمبر 25, 2012 10:00 pm من طرف العقرب العامري
» ***مفاجأة المجموعة***
الأربعاء نوفمبر 21, 2012 2:18 am من طرف cgaa
» طلب الانضمام الى مجموعة الهكر المخفي
الجمعة أكتوبر 05, 2012 9:11 am من طرف msma1993
» قريبا جدا صور خاصة باعضاء مجموعة الهكر المخفي نرجوا الدخول
الخميس يوليو 26, 2012 6:42 pm من طرف HUNKEL
» اساسيات الهكرز ......الدرس الثالث
الإثنين يوليو 02, 2012 2:16 am من طرف furoris
» بسم الله ★l|ʕۣۨʔ الدرس الأول ★l|ʕۣۨʔ من دورة الهكر المخفي ★l|ʕۣۨʔ ★l|ʕۣۨʔ
الإثنين يوليو 02, 2012 1:53 am من طرف furoris
» تدريب محاسبين
الخميس يونيو 28, 2012 2:13 am من طرف بي سمارت